نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 96
النائم قرص البراغيث مع أنه لا يعلمه . واحتج النفاة : بأن كونه مدركا إن كان هو كونه عالما فهو المطلوب ، وإن كان غيره فإما أن يكون عبارة عن الاحساس وهو باطل لاستحالة الحواس عليه تعالى ، أو عن أمر آخر وهو غير معقول . وجواب الأول : لا نسلم أن المعدومات غير مدركة لنا ، فإن المفهوم المتعارف من الادراك هو لحوق العقل أو الحس للمعقول أو المحسوس ، وهو بهذا الاعتبار صادق على المعدومات ، ولا نسلم أنا ندرك ما لا نعلم ، ولا نسلم أن النائم لا يعلم قرص البراغيث . نعم قد لا يعلم علمه بذلك ، وليس كلا منافيه . وعن الثاني : إنا بينا أن الادراك أعم من العقلي والحسي ، فكان معقولا زائدا عليهما . البحث الثامن : في أنه تعالى قادر على كل مقدور خلافا للجبائيين والبلخي والنظام وعباد الضميري . لنا وجهان : ( أحدهما ) إن صح أن يكون تعالى قادرا على كل مقدور وجب أن يكون كونه قادرا كذلك ، والملزوم حق فاللازم حق . بيان الملازمة : أنه تعالى واجب الوجود من جميع جهاته ، فكل ما يصح له فواجب أن يجب له ، ويكفي في تحققه ذاته . وأما حقيقة الملزوم فلأن المصحح لذلك هو الإمكان ، وهو قائم في كل مقدور . ( الثاني ) أنه تعالى إن كان قادرا على بعض المقدورات وجب أن يكون قادرا على كلها ، لكن الملزوم حق فاللازم حق . بيان الملازمة : أن ما لأجله صح أن
96
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 96