responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 88


ويقدر لم يكن حصول هذه الصفة أولى من لا حصولها .
الجواب : إنا سنبين أن علمه تعالى وقدرته نفس ذاته ، وحينئذ جاز أن يكون مجرد اعتبار ذاته المخصوصة المخالفة لما عداها كافيا في استلزام اعتبار هذه الصفة ، فلم قلتم أنه ليس كذلك .
البحث الرابع : في كونه تعالى مريدا وكارها اتفق المسلمون على وصفه تعالى بكونه مريدا وكارها ، لكن اختلفوا في معناهما ، فالأشعرية وجمهور المعتزلة أثبتوا الإرادة والكراهة زائدتين على العلم في الشاهد والغائب ، وأثبتهما أبو الحسين ومن تابعه زائدتين عليه في الشاهد دون الباري تعالى . وهو المختار .
وتحقيق الكلام في شرح الإرادة والكراهة : إن الإنسان إذا علم أو ظن أو توهم مصلحة له في بعض الأفعال فإنه قد يجد من نفسه شوقا ينبعث له إلى تحصيله لما يتخيل أو يعقل فيه من الملائمة له ، وكذلك إن علم أو ظن فيه مفسدة فإنه قد يجد من نفسه انصرافا وانقباضا عنه بحسب ما يعقل فيه من المنافاة ، فذلك العلم أو الظن بالمصلحة هو مرادنا بالداعي وبالمفسدة هو مرادنا بالصارف ، وذلك الشوق والميل الحاصل عنه هو المسمى بالإرادة ، وذلك الانصراف والنفرة عنه هو المسمى بالكراهة .
أما في حق الباري تعالى فلما امتنع عليه الظن والوهم لم يكن دواعيه وصوارفه إلا علوما ، ولما كان الشوق والنفرة من توابع القوى الحيوانية لم تصدق الإرادة والكراهة بالمعنى المذكور في حقه تعالى ، فمعنى كونه إذن مريدا هو علمه باشتمال الفعل على المصلحة الداعية إلى إيجاده ، ومعنى كونه كارها

88

نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست