نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 60
الله في وجود العالم إما أن يكون حاصلا في الأزل أو لا يكون ، فإن كان حاصلا في الأزل لزم أن لا يتخلف العالم عن الله ، إذ لو تخلف لكان وجوده بعد ذلك إما أن يكون لأمر فلا يكون تمام ما به التأثير حاصلا في الأزل وقد فرض كذلك هذا خلف ، وإن كان لا لأمر لزم الترجيح بلا مرجح وهو محال . وأما إن لم يكن كل ما لا بد منه في المؤثرية حاصلا في الأزل ثم حصل بعد ذلك فحصوله إن كان لا لأمر لزم الترجيح بلا مرجح وهو محال ، أو لأمر فيكون الكلام فيه كما في الأول ويلزم التسلسل أو الدور ، وهما محالان . ( الشبهة الثانية ) قالوا : مؤثرية الله تعالى في وجود العالم أمر مغاير لهما ، لامكان تعقل كل منهما مع الجهل بكون الله مؤثرا في العالم ، ولأنها نسبة بينهما والنسبة مغايرة للمنتسبين . ثم ليست عبارة عن أمر سلبي ، لأن قولنا " كذا مؤثر في كذا " نقيض قولنا " ليس بمؤثر فيه " الذي هو أمر سلبي ، ونقيض السلبي ثبوتي ، فكانت المؤثرية أمرا ثبوتيا زائدا على ذات المؤثر ، فإما أن يكون محدثا فيفتقر إلى مؤثرية أخرى ، والكلام فيها كالكلام في الأول ويلزم التسلسل وهو محال ، أو قديما مع أنه صفة إضافية يستدعي ثبوت المضافين ، فيلزم من قدمها قدم العالم وهو المطلوب . ( الشبهة الثالثة ) كل محدث فلا بد وأن يكون عدمه قبل وجوده ، ولا يجوز أن تكون تلك القبلية نفس العدم ، لأن العدم قبل كالعدم بعد ، وليس القبل بعد ، فإذن هي مفهوم زائد على العدم حاصل بعد أن لم يكن فله قبل . والكلام فيه كالكلام في الأول ، فهناك قبليات لا أول لها تلحق موصوفا لذاته ، وذلك هو الزمان ، فإذن الزمان لا أول له ، وهو من لواحق الحركة التي هي من لواحق الجسم
60
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 60