نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 133
والأسلوب والاشتمال على العلوم الشريفة . فأما كلام العرب فيوجد في بعضه الفصاحة البالغة ، وأما الأسلوب فنادر وممكن عند التكلف ، وقلما يمكن اجتماعهما لأن تكلف الأسلوب يذهب بالفصاحة . وأما العلوم الشريفة الموجودة في القرآن فتعود إلى علم التوحيد وعلم الأخلاق والسياسات وكيفية السلوك إلى الله وعلم أحوال القرون الماضية ، فربما وجد في كلام بعض حكمائهم كقيس بن ساعدة ونحوه ممن قرأ الكتب الإلهية السابقة شئ من تلك العلوم ، فيكون ذلك منه على سبيل النقل ، ومع ذلك فلا يوجد معه أسلوب القرآن وفصاحته . والحاصل : أن كلامهم قد يوجد فيه ما يناسب بعض القرآن في الفصاحة ، وهو في مناسبته له في الأسلوب أبعد . وأما في العلوم والمقاصد التي اشتملت عليها فأشد بعدا ، فإن للقرآن باطنا وظاهرا كما قال صلى الله عليه وآله " إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا فيأخذ كل منه بحسب فهمه واستعداده " . وفيه آيات كثيرة بشرت وأنذرت بحوادث مستقبلة ، وذلك مما لا يفي به القوة البشرية إلا بتأييد ووحي إلهي ، فتكون تلك ممتنعة في كلامهم فضلا أن يعبروا عنها بما يناسب لفظ القرآن في فصاحته وأسلوبه . وبالله التوفيق . البحث الثالث : نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله مبنية على جواز النسخ ، ومن اليهود من منع منه عقلا وسمعا ، ومنهم من أجازه عقلا وسمعا ، ومنهم من أجازه عقلا ومنع منه سمعا . لنا في جوازه عقلا وسمعا وجوه :
133
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 133