نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 132
قد فعلها الله تعالى على يديه تصديقا لدعواه الرسالة من عنده ، فلو كان شئ منها من فعل غيره لا لغرض تصديقه لكان كاذبا فيما ادعاه . وكان الله تعالى قد مكنه مما يروج به كذبه ومكن غيره من مساعدته على ذلك ، فيكون مصدقا للكاذب لكن تصديق الكاذب مستلزم لأضلال الخلق وإفسادهم وهو قبيح عقلا ، فيمتنع عليه . وعن الاحتمالات العائدة إلى الله تعالى أنه تعالى لما خلقها على يديه عقيب دعواه مطابقة لها علمنا بالضرورة كون الغرض بها تصديقه دون سائر الاحتمالات المذكورة . وإذا ثبت أنه صلى الله عليه وآله نبي حق وجب أن يكون موصوفا بسائر خواص النبوة ولوازمها من العصمة والبراءة عن وجوه النقائص المنفرة عنه . البحث الثاني : اختلف المتكلمون في سبب إعجاز القرآن : فذهب أكثر المعتزلة إلى أن سببه فصاحته البالغة . وذهب الجويني إلى أنه الفصاحة والأسلوب ، ولذلك كان في شعر العرب وخطبهم ما فصاحته كفصاحة القرآن دون إسلوبه ، وكان في كلامهم ما إسلوبه كأسلوبه دون فصاحته ككلام مسيلمة . وذهب المرتضى رحمه الله إلى أن الله تعالى صرف العرب عن معارضته ، وهذا الصرف يحتمل أن يكون لسلب قدرهم ، ويحتمل أن يكون لسلب دواعيهم ويحتمل أن يكون لسلب العوام التي يتمكنون بها من المعارضة . ونقل عنه أنه اختار هذا الاحتمال الأخير . والحق أن وجه الاعجاز هو مجموع الأمور الثلاثة ، وهي الفصاحة البالغة
132
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 132