responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 92


إبراهيم : وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار [1] .
إن الاحتجاج بهذه الرواية على أن الميزان في تمييز البدعة عن السنة ، هو أن كل ما حدث في القرون الثلاثة الأولى ليس ببدعة ، وأما الحادث بعدها فهو بدعة ، باطل بوجوه :
الأول : إن القرن في اللغة هو النسل [2] وهو الأمة بعد الأمة وبهذا المعنى استعمل في القرآن الكريم ، قال سبحانه : { فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين } [3] وبما أن المتعارف في عمر كل نسل هو الستون أو السبعون ، يكون المراد ، مجموع تلك السنين التي تتراوح بين 180 و 210 وأين هذا من تفسير الحديث بثلاثمائة سنة ؟ !
الثاني : على الرغم من اختلاف شراح الحديث في تفسير الرواية ، إلا أن جميعها لا يستفاد منها ما يتبناه الكاتب ، فبعض قال : إن المراد من القرن في قوله :
" قرني " هو أصحابه ، ومن " الذين يلونهم " أبناءهم ومن " الثالث " أبناء أبنائهم .
وقال آخر : بأن قرنه ما بقيت عين رأته ، ومن الثاني ما بقيت عين رأت من رآه ، ثم كذلك .
وثالث قال : إن قرنه الصحابة ، والثاني التابعون ، والثالث تابعوهم [4] .
وعلى كل تقدير تكون المدة أقل من ثلاثة قرون ، حتى لو أخذنا بالقول الأخير الذي هو أعم الأقوال وأوسعها . فإن آخر من مات من الصحابة هو أبو الطفيل ، وقد اختلفوا في تاريخ وفاته على أقوال : فقيل : أنه توفي سنة 120 أو



[1] فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 6 باب فضائل أصحاب النبي ، صحيح مسلم بشرح النووي 8 : 84 - 85 .
[2] لسان العرب 13 : 333 مادة " قران " .
[3] الأنعام : 6 .
[4] صحيح مسلم ، شرح النووي 16 : 85 .

92

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست