نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 75
خلاف ما أمر الله به ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) فهو في حيز الذم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه ، وحث عليه الله أو رسوله فهو في حيز المدح . وما لم يكن له مثال موجود ، كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف ، فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد جعل له في ذلك ثوابا فقال : " من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها " وقال في ضده : " ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها " وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) . ومن هذا النوع قول عمر ( رضي الله عنه ) : " نعمت البدعة هذه ( التراويح ) لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح " سماها بدعة ومدحها ، إلا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يسنها لهم وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنما عمر ( رضي الله عنه ) جمع الناس عليها وندبهم إليها ، فبهذا سماها بدعة ، وهي على الحقيقة سنة ، لقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " وقوله : " اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر " وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر : " كل محدثة بدعة " إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة . وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفا في الذم " [1] . هذه كلمات أعلام السنة وإليك ما ذكره أصحابنا في الموضوع مقتصرا على نماذج منها : 7 - قال السيد المرتضى : " البدعة : الزيادة في الدين أو نقصان منه من إسناد إلى الدين " [2] .
[1] النهاية 1 : 79 وكلامه صريح في أن النبي لم يصلها جماعة إلا ليال وتركها ، وإن أقامتها جماعة كانت من سنة عمر ، إذ للخليفتين - حسب الرواية - حق التسنين الذي يعبر عنه بسنة الصحابي . [2] الشريف المرتضى ، الرسائل 2 : 264 .
75
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 75