نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 626
فبعد هذه التصاريح على أن حق الناس على الله مقتضى تفضله سبحانه وتكرمه على عباده ليس لنا أن نستشكل في تصوير حق الناس على الله . على أن هذا النوع من التوسل لا يفترق عن التوسل بذات النبي وشخصه فإن المنزلة والمقام مرآة لشخصه ، وإن حرمة الشخص وكرامته نابعة من كرامة ذاته وفضيلتها ، فلو صح التوسل بالأول كما تعرفت عليه من خلال الأحاديث يصح بالثاني بدون إشكال ، ويدل عليه من الأحاديث ما نذكره : 1 - التوسل بحق السائلين روى عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " من خرج من بيته إلى الصلاة فقال : " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وأسألك بحق ممشاي هذا ، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة إنما خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أن تعيذني من النار وأن تغفر ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ، إلا أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك [1] . إن دلالة الحديث واضحة لا يمكن لأحد التشكيك فيها ، وسند الحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات ، نعم اشتمل السند على عطية العوفي وقد وثقه لفيف من أهل الجرح والتعديل . قال أبو حاتم : يكتب حديثه ، وقال ابن معين : صالح ، وقال ابن حجر : عطية بن سعيد بن جنادة العوفي الجدلي الكوفي أبو الحسن صدوق ، قال ابن عدي : قد روى عن جماعة من الثقات ، توفي سنة إحدى عشرة ومائة ، قال ابن سعد : خرج عطية مع ابن الأشعث فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن يعرض عليه سب علي - إلى
[1] ابن ماجة ، السنن 1 : 256 / 778 ، الإمام أحمد ، المسند 3 : 21 .
626
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 626