نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 625
وسعديك قال : " هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ " قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " أن لا يعذبهم " [1] . وروى الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف " [2] . فهذان الحديثان قد ثبت بهما وجود حق للعباد على الله تعالى ، إلا أنه حق تكريم لا حق إلزام وإيجاب . إن للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كلمة قيمة في تفسير حق العباد على الله ، وأن هذا الحق مما منحه سبحانه تفضلا على عباده ، قال : " فالحق أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها في التناصف لا يجري لأحد إلا جرى عليه ، ولا يجري عليه إلا جرى له ، ولو كان لأحد أن يجري له ولا يجرى عليه لكان ذلك خالصا لله سبحانه دون خلقه لقدرته على عباده ، ولعدله في كل ما جرت صروف قضائه ، ولكنه سبحانه جعل حقه على العباد أن يطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضلا منه وتوسعا بما هو من المزيد أهله " [3] . وقد أوضح الإمام معنى حق الناس على الله وأنه ليس حقا ذاتيا للناس عليه بل كلها تفضل منه سبحانه : وترى مثله في سائر المواضع حيث نرى أنه يقترض من العباد وهو مالك للعباد وما في أيديهم ويقول : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له } [4] .
[1] الترغيب والترهيب 3 : 43 ، وشرح النووي على صحيح مسلم 1 : 231 . [2] الترغيب والترهيب 3 : 43 ، وشرح النووي على صحيح مسلم 1 : 231 . [3] نهج البلاغة : الخطبة 216 . [4] البقرة : 245 والحديد : 11 .
625
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 625