نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 605
أبو جعفر ، فقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ( عليه السلام ) إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به ، فيشفعه الله تعالى قال الله تعالى : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية [1] . فانظر هذا الكلام من مالك ، وما اشتمل عليه من أمر الزيارة والتوسل بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) واستقباله عند الدعاء وحسن الأدب التام معه . وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين السامري الحنبلي في المستوعب " باب زيارة قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) " وذكر آداب الزيارة ، وقال : ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه ، والقبلة خلف ظهره ، والمنبر عن يساره ، وذكر كيفية السلام والدعاء . منه : اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك ( عليه السلام ) : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك } الآية ، وإني قد أتيت نبيك مستغفرا ، فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك ( صلى الله عليه وآله ) وذكر دعاء طويلا [2] . هذه نماذج قدمناها إليك لتكون على بينة من هذا الأمر وأنه لم يكن هناك فرق بين الحياتين ، وقد نقل المؤرخون أمورا كثيرة يضيق الوقت بنقلها ولو كنا شاكين في صدق بعض هذه التوسلات ، ولكن نقل علماء السيرة والتاريخ المقدار الهائل من التوسلات بدعاء النبي - بعد رحيله - يكشف عن أن التوسل بدعاء النبي الأكرم كان أمرا رائجا بين المسلمين ولم يكن أمرا غريبا ولا محظورا وإلا لما صح أن ينقل المؤرخ ما يراه المسلمون أمرا مرغوبا عنه . وقد ذكرها بعض من المحققين في