responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 604


الرجل وبشره بأن الله غفر له بشفاعتي ، فاستيقظت ، فخرجت أطلبه فلم أجده .
قلت : بل قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن موسى بن النعمان في كتابه " مصباح الظلام " : إن الحافظ أبا سعيد السمعاني ذكر فيما روينا عنه عن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بثلاثة أيام ، فرمى بنفسه على قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وحثا من ترابه على رأسه ، وقال : يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله سبحانه وما وعينا عنك ، وكان فيما أنزل عليك : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله . . . } وقد ظلمت ، وجئتك تستغفر لي ، فنودي من القبر : إنه قد غفر لك ، انتهى .
وروى ذلك أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله الكرخي عن علي بن محمد ابن علي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن ابن صادق ، عن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، فذكره ، ولا منافاة بين النقلين ، لإمكان التعدد ، وعلى فرض الوحدة فأحد الناقلين اقتصر ، والآخر أسهب في النقل ، فنقل جميع القصة . وقد أدرك ذلك الأعرابي بسلامة فطرته أن الآية الكريمة التي تدعو المسلمين إلى المجئ إلى النبي حتى يطلبوا منه أن يستغفر لهم ، ليست خاصة بحياة النبي الدنيوية ، بل تعم الحياة الأخروية ، فلأجل ذلك قام يطلب من النبي أن يستغفر له .
وقال عياض في الشفاء بسند جيد عن ابن حميد - أحد الرواة - عن مالك فيما يظهر ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال له مالك : " يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال : { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } الآية ، ومدح قوما فقال : { إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله } الآية ، وذم قوما فقال : { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات } الآية ، وإن حرمته ميتا كحرمته حيا ، فاستكان لها

604

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 604
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست