نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 606
كتبهم فراجعها [1] . وليس لنا أن نترك السيرة المستمرة الهائلة التي يلمسها من توقف هنيئة لدى القبر الشريف النبوي وقد قال سبحانه : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } [2] . وقد نقل السمهودي نبذا مما وقع لمن استغاث بالنبي أو طلب منه شيئا عند قبره فأعطي مطلوبه ونال مرغوبه مما ذكره الإمام محمد بن موسى بن النعمان في كتابه " مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام " [3] . التلون في الاستدلال نرى أن المانعين عن التوسل بدعاء النبي في حياته البرزخية يتلونون في الاستدلال ، فتارة ينفون حياة النبي بعد الموت ، وأخرى ينفون إمكان الاتصال ، وثالثة يدعون لغوية هذا العمل ، ونعوذ بالله من قولهم الرابع إذ يعدون العمل شركا وعبادة للرسول ، أما الثلاث الأول فقد ظهرت حالها ، وأما الشرك فلا يدرى كيف يوصف به ، مع أن هذا عمل واحد يطلب في حياة النبي ويطلب بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى أفيمكن أن يكون شئ واحد توحيدا في حالة وشركا في أخرى ؟ مع أنه لا يسأل الرسول بما أنه إله أو رب ، أو بيده مصير الداعي ، وإنما يسأله بما أنه عبد صالح ذو نفس طاهرة وكريمة وهو أفضل الخلائق وأحد الأمانين في الأرض يستجاب دعاؤه ولا يرد .
[1] لاحظ شفاء السقام في زيارة خير الأنام للسبكي ، والدرر السنية لزيني دحلان ، والمبرد المبكي في رد الصارم المنكي لابن علان ، ونصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي للسمهودي . [2] النساء : 115 . [3] وفاء الوفا 4 : 1380 - 1387 . طالع ذلك الفصل تجد فيه حكايات وقضايا كثيرة تدل على جريان السيرة بين المسلمين على التوسل بدعاء النبي الأكرم .
606
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 606