نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 591
أبناء يعقوب بعدما كشف أمرهم وبان ظلمهم توسلوا بدعاء أبيهم النبي وقالوا له : { يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين * قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم } [1] . ففي هذه الآيات دلالة واضحة على أن رحمة الله الواسعة تارة تنزل على العبد مباشرة وبدون واسطة ، وأخرى تنزل عن طريق أفضل خلائقه وأشرف رسله ، بل مطلق رسله وسفرائه . وفي ذلك دلالة على وهن ما يلوكه بعض أشداق الناس فيقولون : إنه سبحانه أعرف بحال عبده وأقرب إليه من حبل الوريد يراه ويسمع دعاءه ، فلا حاجة لتوسط سبب والتوسل بمخلوق و . . . هذه الكلمات تصدر عمن ليس له إلمام بالقرآن الكريم ولا بالسنة النبوية ولا بسيرة السلف الصالح ، إذ ليس الكلام في علمه سبحانه ، بل الكلام في أمر آخر وهو أن دعاء الإنسان الظالم لنفسه ربما لا يكون صاعدا إلى الله تبارك وتعالى ومقبولا عنده ، ولكنه إذا ضم إليه دعاء الرسول أصبح دعاؤه مستجابا وصاعدا إليه سبحانه . وللشيخ محمد الفقي - من علماء الأزهر الشريف - كلام في المقام نأتي بملخصه . لقد شرف الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بأسمى آيات التشريف ، وكرمه بأكمل وأعلى آيات التكريم ، فأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة ، وتوجه بأعظم أنواع التيجان قدرا وذكرا ، وأرفع الأكاليل شأنا وخطرا . فذكر منزلته منه جل شأنه حيا وميتا في قوله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } [2] فأي تشريف أرفع وأعظم من صلاته سبحانه وتعالى هو وملائكته عليه ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وأي تكريم أسمى بعد ذلك من دعوة عباده وأمره لهم بالصلاة