نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 590
وقال الله سبحانه : { وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله } [1] . إلى غير ذلك من الآيات التي اقترن فيها اسم نبيه باسمه سبحانه ونسب إليهما فعل واحد وشهدت بكرامته عند الله وقربه منه ، فإذا كانت هذه منزلته عند الله ، فلا يرد دعاؤه ، وتستجاب دعوته ، فيكون دعاء مثل تلك النفس غير مردود ، والمتمسك بدعائه متمسكا بركن وثيق وعماد رصين ، ولأجل تلك الخصوصية نرى أنه سبحانه يأمر المذنبين من المسلمين بالتمسك بذيل دعائه ، ويأمرهم بأن يحضروا الرسول الأعظم ويستغفروا الله في مجلسه ويسألوه أن يستغفر لهم أيضا ، فكان استغفاره لهم سببا لنزول رحمته وقبوله توبتهم ، قال سبحانه : { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [2] . كما نرى أنه سبحانه في آية أخرى يندد بالمنافقين بأنه ، إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله ، لووا رؤوسهم ، يقول سبحانه : { وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون } [3] . وما هذا إلا لأن دعاء الرسول دعاء مستجاب ، ودعوته مقبولة ، واستغاثته مستجابة ، لأنه نابع من نفس طاهرة مؤمنة راضية مرضية . إن من الظلم الواضح تسوية دعاء النبي بدعاء سائر المسلمين والتعبير عن دعائه ( صلى الله عليه وآله ) بدعاء الأخ المؤمن ! وجعل الجميع تحت عنوان واحد ، فإن لدعاء الأخ المؤمن مقاما رفيعا ، ولكن أين هو من دعاء الرسول ؟ ! إن التوسل بدعاء الإنسان الأمثل كان رائجا في الرسالات السابقة ، فنرى أن