نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 585
الفرق ، فساقها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ، ففرج عنا ، فانساحت عنهم الصخرة . فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران ، فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة ، فجئت وقد رقدا ، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي ، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما ، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء . فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار ، فطلبتها حتى قدرت ، فأتيتها بها ، فدفعتها إليها ، فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها فقالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت وتركت المائة دينار ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، ففرج الله عنهم فخرجوا " [1] . لم تكن الغاية من تحديث النبي بما ذكر إلا تعليم أمته حتى يتخذوا ذكر العمل الصالح وسيلة لاستجابة دعوتهم . ولو كان ذلك من خصائص الأمم الماضية لصرح بها . وقد رواه الفريقان باختلاف في اللفظ . 3 - روى البرقي أحمد بن خالد ( ت 274 ه ) في محاسنه ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، يرفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " خرج ثلاثة نفر يسيحون في الأرض ، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف ، فقال بعضهم
[1] البخاري ، الصحيح 4 : 173 ، كتاب الأنبياء ، الباب 53 ، ورواه في كتاب البيوع ، الباب 98 ، واللفظ لكتاب الأنبياء .
585
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 585