responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 573


فهداية الله تعالى تصل إلى الإنسان عن طريق الأسباب والوسائل التي جعلها الله سبحانه طريقا لها وإلى هذا الأصل القويم يشير الإمام الصادق ( عليه السلام ) في كلامه ويقول : " أبى الله أن تجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شئ سببا ، وجعل لكل سبب شرحا " [1] .
فعلى ضوء هذا الأساس فالعالم المعنوي يكون على غرار العالم المادي فللأسباب سيادة وتأثير بإذنه سبحانه ، وقد شاء الله أن يكون لها دور في كلتا النشأتين ، فلا ضير على من يطلب رضا الله أن يتمسك بالوسيلة ، قال الله سبحانه :
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } [2] .
فالله سبحانه حثنا للتقرب إليه على التمسك بالوسائل وابتغائها ، والآية دعوة عامة لا تختص بسبب دون سبب ، بل تأمر بالتمسك بكل وسيلة توجب التقرب إليه سبحانه ، وعندئذ يجب علينا التتبع في الكتاب والسنة ، حتى نقف على الوسائل المقربة إليه سبحانه ، وهذا مما لا يعلم إلا من جانب الوحي ، والتنصيص عليه في الشريعة ، ولولا ورود النص لكان تسمية شئ بأنه سبب للتقرب ، بدعة في الدين ، لأنه من قبيل إدخال ما ليس من الدين في الدين .
ونحن إذا رجعنا إلى الشريعة نقف على نوعين من الأسباب المقربة إلى الله سبحانه :
النوع الأول : الفرائض والنوافل التي ندب إليها الكتاب والسنة ، ومنها التقوى ، والجهاد الواردان في الآية ، وإليه يشير علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويقول : " إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى ، الإيمان به ، وبرسوله ،



[1] الكافي 1 : 183 .
[2] المائدة : 35 .

573

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 573
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست