نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 574
والجهاد في سبيله ، فإنه ذروة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، فإنها الفطرة ، وإقام الصلاة ، فإنها الملة ، وإيتاء الزكاة ، فإنها فريضة واجبة ، وصوم شهر رمضان ، فإنه جنة من العقاب ، وحج البيت واعتماره ، فإنهما ينفيان الفقر ، ويرحضان الذنب ، وصلة الرحم ، فإنها مثراة في المال ، ومنسأة في الأجل ، وصدقة السر ، فإنها تكفر الخطيئة ، وصدقة العلانية ، فإنها تدفع ميتة السوء ، وصنائع المعروف ، فإنها تقي مصارع الهوان " [1] . غير أن مصاديق هذا النمط من الوسيلة لا تنحصر فيما جاء في الآية أو في تلك الخطبة بل هي من أبرزها . النوع الثاني : وسائل ورد ذكرها في الكتاب والسنة الكريمة ، وحث عليها الرسول وتوسل بها الصحابة والتابعون وكلها توجب التقرب إلى الله سبحانه ، وهذا هو الذي نطلبه في هذا الأصل حتى يعلم أن الوسيلة لا تنحصر في الفرائض والمندوبات الرائجة بل هناك وسائل للتقرب دلت عليها السنة ، وهي التوسل بالنبي الأكرم على أشكاله المختلفة التي سنذكرها ، فهذا علي ( عليه السلام ) يقول في ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " اللهم أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نزله ، وشرف عندك منزله وآته الوسيلة وأعطه السناء والفضيلة ، واحشرنا في زمرته " [2] . فإذا وقفنا على أن النبي هو الوسيلة المقربة إلى الله ، فتجب علينا مراجعة السنة لنطلع على كيفية التوسل به فهي تبين لنا تلك الكيفية . فعلى من يطلب استجابة دعائه ، أن يتوسل إلى الله بأسباب جعلها الله سبحانه وسيلة لهذا المبتغى . * * *
[1] نهج البلاغة : الخطبة 110 . [2] المصدر نفسه : الخطبة 106 .
574
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 574