نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 572
الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون } [1] ، فالآية صريحة في تأثير الماء على الزرع ، وأنه سبحانه أعطى له تلك المقدرة وكل من الأسباب جنود له سبحانه ، قال : { وما يعلم جنود ربك إلا هو } [2] فإذا كانت الملائكة جنودا لله تبارك وتعالى كما يقول سبحانه : { فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها } [3] فالأسباب العادية التي تعتمد عليها الحياة الجسمانية للإنسان ، جنوده سبحانه في عالم المادة ومظاهر إرادته ومشيئته . وهذا ليس بمعنى تفويض النظام لهذه الظواهر المادية ، والقول بتأصلها في التأثير واستقلالها في العمل ، بل الكل متدل بوجوده سبحانه ، قائم به ، تابع لمشيئته وإرادته وأمره . هذا هو الذي نفهمه من الكون ويفهمه كل من أمعن النظر فيه ، فكما أن الحياة الجسمانية قائمة على أساس الأسباب والوسائل ، فهكذا نزول فيضه المعنوي سبحانه إلى العباد تابع لنظام خاص كشف عنه الوحي ، فهدايته سبحانه تصل إلى الإنسان عن طريق ملائكته وأنبيائه ورسله وكتبه ، فالله سبحانه هو الهادي ، والقرآن أيضا هاد ، والنبي الأكرم أيضا هاد ولكن في ظل إرادة الله سبحانه ، قال سبحانه : { والله يقول الحق وهو يهدي السبيل } [4] وقال سبحانه : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [5] وقال سبحانه في حق نبيه : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } [6] .