نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 477
وعلى ذلك فإن النذر للأموات شرك وعبادة لهم ، بحجة اشتراك العملين في الصورة . ولكن المتوهم غفل عن اختلاف معنى اللام في الموردين : فاللام في قوله هذا للنبي ، نفس اللام الواردة في قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين . . . } [1] ويختلف معناها مع الموجود في قوله : { رب إني نذرت لك ما في بطني محررا } [2] ، فإن اللام فيه للغاية ، وبين المعنيين بون بعيد ، والذي يضفي على العمل لون العبادة كون الشخص هو الغاية والمقصد لا المهدى إليه . ثم يجب أن لا نحصر جواز إهداء الثواب في الأعمال المذكورة في الروايات ، بل نعمم الجواز بحيث يشمل جميع الأعمال ، وذلك بإلغاء الخصوصية ، فكما يجوز إهداء ثواب الصدقة والحج والعتق يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الموتى . خاصة وأن هناك أحاديث مروية عن أهل البيت ( عليهم السلام ) جوزت مثل هذا العمل ، وسوغت إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الميت ، وصرحت بوصوله إليه وانتفاعه به ، فلماذا يترك رأي أهل البيت ( عليهم السلام ) ويكتفى بقول أحد أئمة المذاهب الأربعة ؟ ! أفلا ينبغي الرجوع إلى قول أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى جنب أقوال أئمة المذاهب الأربعة على قدم المساواة ؟ ! وأظن إن للقوم وراء هذا الإنكار أهدافا خطيرة ، وهو : أن القول بعدم انتفاع الموتى من عمل الأحياء ذريعة لإنكار حياتهم ، وبالتالي فإن الأنبياء والأولياء أموات لا ينتفعون بشئ مما يقدم إليهم من أحبائهم وشيعتهم . فإذا كانوا كذلك فما معنى التوسل والاستغاثة بهم وندائهم ؟