responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 45


{ وتعاونوا على البر والتقوى } [1] .
{ ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة } [2] .
{ وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر } [3] .
ومفتاح حل التعارض بين هذين الصنفين من الآيات هو ما ذكرناه ، وملخصه :
إن في الكون مؤثرا تاما ، ومستقلا واحدا ، غير معتمد على غيره لا في وجوده ولا في فعله وهو الله سبحانه ، وأما العوامل الأخر فجميعها مفتقرة - في وجودها وفعلها - إليه وهي تؤدي ما تؤدي بإذنه ومشيئته وقدرته ، ولو لم يعط سبحانه تلك العوامل ما أعطاها من القدرة ولم تجر مشيئته على الاستمداد منها لما كانت لها أية قدرة على شئ .
فالمعين الحقيقي في كل المراحل - على هذا النحو تماما - هو الله ، فلا يمكن الاستعانة بأحد باعتباره معينا مستقلا . لهذه الجهة حصر هنا الاستعانة في الله وحده ، ولكن هذا لا يمنع بتاتا من الاستعانة بغير الله باعتباره غير مستقل ( أي باعتباره معينا بالاعتماد على القدرة الإلهية ) ومعلوم أن استعانة - كهذه - لا تنافي حصر الاستعانة في الله سبحانه لسببين :
أولا : لأن الاستعانة المخصوصة بالله هي غير الاستعانة بالعوامل الأخرى ، فالاستعانة المخصوصة بالله هي : ما تكون باعتقاد أنه قادر على إعانتنا بالذات ، وبدون الاعتماد على غيرها ، في حين أن الاستعانة بغير الله سبحانه إما هي على نحو آخر أي مع الاعتقاد بأن المستعان قادر على الإعانة مستندا على القدرة الإلهية ،



[1] المائدة : 2 .
[2] الكهف : 95 .
[3] الأنفال : 72 .

45

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست