responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 44


فيها بغيره ، فتكون الاستعانة بالقدرة الإنسانية والعوامل الطبيعية - مع أنها استعانة بغير الله - جائزة ومشروعة على وجه التخصيص ، وهذا مما لا يرتضيه الموحد .
في حين أن هدف الآيات هو غير هذا تماما ، فإن مجموع الآيات يدعو إلى أمر واحد وهو : عدم الاستعانة بغير الله ، وأن الاستعانة بالعوامل الأخرى يجب أن تكون بنحو لا يتنافى مع حصر الاستعانة في الله ، بل تكون بحيث تعد استعانة بالله لا استعانة بغيره .
وبتعبير آخر : إن الآيات تريد أن تقول : بأن المعين والناصر الوحيد والذي يستمد منه كل معين وناصر قدرته وتأثيره ، ليس إلا الله سبحانه ، ولكنه - مع ذلك - أقام هذا الكون على سلسلة من الأسباب والعلل التي تعمل بقدرته وأمر باستمداد الفرع من الأصل ، ولذلك تكون الاستعانة به كالاستعانة بالله ، ذلك لأن الاستعانة بالفرع استعانة بالأصل .
وإليك فيما يلي إشارة إلى بعض الآيات من الصنفين :
{ وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } [1] .
{ إياك نعبد وإياك نستعين } [2] .
{ وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم } [3] .
هذه الآيات نماذج من الصنف الأول ، وإليك فيما يأتي نماذج من الصنف الآخر الذي يدعونا إلى الاستعانة بغير الله من العوامل والأسباب :
{ واستعينوا بالصبر والصلاة } [4] .



[1] آل عمران : 126 .
[2] الحمد : 5 .
[3] الأنفال : 10 .
[4] البقرة : 45 .

44

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست