نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 424
يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان } [1] ذكر سبحانه عظيم قدرته ، حيث خلق البحرين ، العذب والمالح يلتقيان ثم لا يختلط أحدهما بالآخر لوجود حاجز بينهما . والثاني : لفظة { وراء } وهو في الآية بمعنى أمام ، ومعنى قوله : { ومن ورائهم } أي : من أمامهم وقدامهم . قال سبحانه : { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } [2] . والاستدلال بهذه الآية من وجهين : 1 - إن الإنسان المذنب يرى حين الموت ما أعد له في مستقبل أمره من عذاب أليم ، ولأجل ذلك يطلب من ملائكة الله أن يرجعوه إلى عالم الدنيا ، حتى يتدارك ما فاته ويتلافى ما فرط ، وإلى هذا يشير قوله سبحانه : { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعوني * لعلي أعمل صالحا فيما تركت } . 2 - إن قوله تعالى : { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } تصريح لا غموض فيه بوجود حياة متوسطة بين الموت والبعث ، وإنما سميت برزخا لكونها حائلا بين الدنيا والآخرة ، ولا تتحقق الحيلولة إلا بأن يكون للإنسان واقعية في هذا الحد الفاصل ، إذ لو كان الإنسان بين هاتين الفترتين معدوما لما صح أن يقال بين الحالتين برزخ ، وهو حائل وفاصل بين الإنسان في الدنيا والإنسان في الآخرة . الآية السابعة { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق