نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 423
ثانيا : أن العرض على النار قبل قيام الساعة ، كما أن الإدخال حين قيامها . وثالثا : أن التعذيب بعد الموت وقبل قيام الساعة ( البرزخ ) والتعذيب عند قيام الساعة ، بشئ واحد وهو نار الآخرة ، لكن العذاب قبل قيامها بالعرض على النار ، وبعد قيامها بالدخول فيها ، وينتج أن البرزخيين يعذبون من بعيد [1] وأهل الآخرة بالدخول . ورابعا : أن آل فرعون وإن ماتوا بالغرق في البحر ، لكن موتهم لم يكن بمعنى بطلانهم وفنائهم رأسا ، بل بمعنى خروج أرواحهم من أبدانهم وانتقالهم إلى عالم آخر حائل بين العالمين ، فقضي عليهم بسوء العذاب إلى يوم القيامة بالعرض على النار ، والدخول فيها بعد قيامها ، ولو لم يكن إحياء ، فلا معنى لتعذيب الجماد الفاقد للشعور بالعرض على النار . وخامسا : أن شخصية آل فرعون بأرواحهم لا بأبدانهم ، بشهادة بطلان أجسادهم وتشتت أجزائها ، لكنهم معادون بعد الموت بالعرض على النار ، وبالدخول فيها بعد قيام الساعة . الآية السادسة { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } [2] . وقبل أن ننوه بدلالة الآية على بقاء الحياة بعد الموت نفسر لفظين من الآية : أحدهما : " البرزخ " ، وهو الحاجز بين الشيئين ، قال سبحانه : { مرج البحرين
[1] يستفاد من الآية 25 من سورة نوح - على القول بأنها راجعة إلى البرزخ - أن الدخول لا يختص بيوم القيامة ، بل يعمه والحقبة البرزخية ، ولعل هناك فرقا بين النارين أعاذنا الله منهما . [2] المؤمنون : 99 - 100 .
423
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 423