نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 422
أهلكهم بالصيحة يقول سبحانه : { وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون } أي : كان إهلاكهم عن آخرهم بأيسر أمر وهي صيحة واحدة حتى هلكوا بأجمعهم فإذا هم خامدون ساكتون . ودلالة الآية على بقاء النفس وإدراكها وشعورها وإرسالها الخطابات إلى من في الحياة الدنيا واضحة جدا ، حيث كان دخول الجنة { قيل ادخل الجنة } والتمني { يا ليت قومي } كان قبل قيام الساعة ، والمراد من الجنة هي الجنة البرزخية دون الأخروية . إلى هنا تم بيان بعض الآيات الدالة على بقاء أرواح الشهداء الذين بذلوا مهجهم في سبيل الله ، وهناك مجموعة من الآيات تدل على بقاء أرواح الكفار بعد انتقالهم عن هذه الدنيا ، لكن مقترنا بألوان العذاب والطائفة الأولى منعمة بألوان النعم ، وإليك الطائفة الثانية : الآية الخامسة قال سبحانه : { فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } [1] . والآية صريحة في أنه سبحانه صرف عن مؤمن آل فرعون سوء مكرهم فنجا مع موسى ، لكن أحاط بآل فرعون سوء العذاب ، وأما كيفية عذابهم فتدل الآية على : أولا : أن هناك عرضا لهم على النار وإدخالا لهم فيها ، والثاني أشد من الأول .