نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 421
فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون } [1] . اتفق المفسرون على أن الآيات نزلت في رسل عيسى ، وقد نزلوا بأنطاكية داعين أهلها إلى التوحيد وترك عبادة غيره سبحانه ، فعارضهم من كان فيها بوجوه مذكورة في القرآن . فبينما كان القوم والرسل يتحاجون إذ جاء رجل من أقصى المدينة يدعوهم إلى الله سبحانه وقال لهم : اتبعوا معاشر الكفار من لا يطلبون منكم الأجر ولا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى ، وهم مهتدون إلى طريق الحق ، سالكون سبيله ، ثم أضاف قائلا : وما لي لا أعبد الذي فطرني وأنشأني وأنعم علي وهداني وإليه ترجعون عند البعث ، فيجزيكم بكفركم ، أتأمرونني أن أتخذ آلهة من دون الله مع أنهم لا يغنون شيئا ولا يردون ضررا عني ، ولا تنفعني شفاعتهم شيئا ولا ينقذونني من الهلاك والضرر ، وعندما مهد الجو بإبطال حجة المشركين وبيان أحقية منطقه ، فعندئذ خاطب الناس أو الرسل بقوله { إني آمنت بربكم فاسمعون } فسواء أكان الخطاب للمشركين أو للرسل فإذا بالكفار قد هاجموه فرجموه حتى قتل . ولكنه سبحانه جزاه بالأمر بدخول الجنة بقوله : { قيل ادخل الجنة } فلما دخل الجنة خاطب قومه الذين قتلوه بقوله { يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } . ثم إنه سبحانه لم يمهل القاتلين طويلا ولم يرسل جندا من السماء لإهلاكهم ، بل