نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 419
أحدهما : للأصم ، حيث فسر الحياة بالحياة الدينية ، وأنهم على هدى من ربهم ونور . وثانيهما : لبعض المعتزلة ، وأن المراد من كونهم أحياء أنهم سيحيون . ثم قال : إن أكثر العلماء على ترجيح القول الأول ، ثم فند الرأيين الأخيرين بوجوه نذكر بعضها : 1 - لو كان المراد ما قيل في القول الثاني والثالث لم يكن لقوله : { ولكن لا تشعرون } معنى ، لأن الخطاب للمؤمنين وقد كانوا يعلمون أنهم سيحيون يوم القيامة ، وأنهم على هدى ونور . 2 - أن قوله : { ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم } دليل على حصول الحياة في البرزخ قبل البعث ، أي : ويستبشرون بأناس لم يلحقوا بهم وهم في الدنيا ، فإذا كان هذا ظرف الاستبشار فيكون هو ظرف الحياة ويكون قبل البعث . 3 - لو كان المراد أحد المعنيين لا يبقى لتخصيص الشهداء بهذا فائدة ، فإن غيرهم وكثيرا من غير الشهداء على نور وهدى من ربهم . وما أجاب به أبو مسلم أنه سبحانه إنما خصهم بالذكر ، لأن درجتهم في الجنة أرفع ومنزلتهم أرفع ضعيف ، لأن منزلة النبيين والصديقين أعظم من الشهداء مع أنه سبحانه ما خصهم بالذكر [1] . بقي الكلام في أمرين : أ - في إعراب الظرف أي " عند " في قوله { عند ربهم } وفيه وجوه : 1 - أن يكون حالا في محل النصب من الضمير في " أحياء " . 2 - أن يكون خبرا ثانيا والتقدير : هم أحياء عندهم .