نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 418
ربهم يرزقون } . 2 - { فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . 3 - { يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } [1] . والآيات هذه صريحة - كل الصراحة - في بقاء الأرواح بعد مفارقتها الأبدان ، وبعد انحلال الأجسام وتفككها كما يتضح ذلك من التمعن في المقاطع الأربعة الآتية : 1 - { أحياء عند ربهم } . 2 - { يرزقون } . 3 - { فرحين . . . } . 4 - { يستبشرون . . . } . فالمقطع الثاني يشير إلى التنعم بالنعم الإلهية ، والثالث والرابع يشيران إلى النعم الروحية والمعنوية ، وفي الآية دلالة واضحة على بقاء الشهداء بعد الموت إلى يوم القيامة . وقد نزلت الآية إما في شهداء بدر ، وكانوا أربعة عشر رجلا ، ثمانية من الأنصار ، وستة من المهاجرين ، وإما في شهداء أحد ، وكانوا سبعين رجلا ، أربعة من المهاجرين : حمزة بن عبد المطلب ، ومصعب بن عمير ، وعثمان بن شماس ، وعبد الله بن جحش ، والبقية من الأنصار ، وعلى قول نزلت في حق كلتا الطائفتين . قال الرازي في تفسير الآية : إنهم في الوقت أحياء كأن الله أحياهم ، لإيصال الثواب إليهم ، وهذا قول أكثر المفسرين ، وهذا دليل على أن المطيعين يصل ثوابهم إليهم وهم في القبور . ثم أشار إلى التفسيرين الآخرين اللذين أوعزنا إليهما :