نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 411
وأما إذا بقي ما به واقعيتكم وحقيقتكم وهي النفس الإنسانية والروح التي بها قوام الجسد ، فلا يكون لهذا الاستبعاد مبرر ، إذ تكون الإعادة حينئذ أمرا سهلا وممكنا لوجود ما به قوام الإنسان . قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية : " إنه تعالى أمر رسوله أن يجيب عن حجتهم المبنية على الاستبعاد ، بأن حقيقة الموت ليس بطلانا لكم ، وضلالا منكم في الأرض ، بل ملك الموت الموكل بكم يأخذكم تامين كاملين من أجسادكم أي ينزع أرواحكم من أبدانكم ، بمعنى قطع علاقتها من الأبدان ، وأرواحكم تمام حقيقتكم ، فأنتم أي ما يعني بلفظة " كم " : محفوظون لا يضل منكم شئ في الأرض ، وإنما تضل الأبدان ، وتتغير من حال إلى حال ، وقد كانت في معرض التغير من أول كينونتها ، ثم إنكم محفوظون حتى ترجعوا إلى ربكم بالبعث ورجوع الأرواح إلى أجسادها . وبهذا تندفع حجتهم على نفي المعاد بضلالهم سواء أقررت على نحو الاستبعاد أم قررت على أن تلاشي البدن يبطل شخصية الإنسان فينعدم ، ولا معنى لإعادة المعدوم ، فإن حقيقة الإنسان هي نفسه التي يحكي عنها يقول " أنا " وهي غير البدن ، والبدن تابع لها في شخصيته ، وهي تتلاشى بالموت ولا تنعدم ، بل محفوظة في قدرة الله حتى يؤذن في رجوعها إلى ربها للحساب والجزاء فيبعث على الشريطة التي ذكر الله سبحانه " [1] . الآية الثانية : قال سبحانه : { يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } [2] .