responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 412


فالآية لم تخاطب جسد الإنسان وأعضاءه كما ترى ، بل واقعه وحقيقته التي يعبر عنها الذكر الحكيم بالنفس ، واختار من بين النفوس الكثيرة النفس المطمئنة وهي التي تسكن إلى ربها ، وترضى بما رضي به لها ، فترى نفسها عبدا لا يملك لنفسه شيئا من خير أو شر ، أو نفع أو ضر .
ويرى الدنيا دار مجاز وما يستقبله فيها من غنى أو فقر ، أو أي نفع وضر ابتلاء وامتحانا إلهيا ، فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان وإكثار الفساد ، والعلو والاستكبار ، ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر .
ثم يخاطبها بخطاب آخر ويقول : { ارجعي إلى ربك راضية مرضية } ، وظرف الخطابين من حين نزول الموت إلى دخول جنة الخلد ، ثم يخاطبها بخطاب ثالث ورابع ويقول : { فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } وهما تفريعان على الخطاب الثاني الماضي أعني : { ارجعي إلى ربك . . . } وقوله : { في عبادي } يدل على أنها حائزة مقام العبودية وفي قوله : { جنتي } تعيين لمستقرها وفي إضافة الجنة إلى ضمير التكلم ، تعريف خاص ، ولا يوجد في كلامه تعالى إضافة الجنة إلى نفسه تعالى وتقدس إلا في هذه الآية [1] .
والمخاطب في هذه الخطابات الأربعة ، ليس جسده البارد الذي صار بالموت بمنزلة الجماد ، ولا عظامه الرميمة الدفينة في طبقات الثرى ، بل نفسه وروحه الباقية غير الداثرة .
ولو خص ظرف الخطاب بيوم البعث من لدن إحيائها إلى استقرارها في الجنة ، لما ضر بالاستدلال وإن كان على الوجه الأول أظهر .
والحاصل : فسواء قلنا بأن ظرف الخطاب هو زمان الموت أو زمان البعث ،



[1] تفسير الميزان 20 : 213 ، مجمع البيان 5 : 489 .

412

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست