نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 409
الآية الأولى : قال سبحانه : { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إليه ترجعون } [1] . الآية ترد على ادعاء المشركين القائلين بأن الموت بطلان الشخصية وانعدامها ، وأنها منوطة بجسده المادي ، بأن شخصيته قائمة بشئ آخر لا يضل ولا يبطل ، بل يؤخذ عن طريق ملك الموت إلى أن يحشره الله يوم القيامة . وإليك بيان الشبهة والإجابة ، في ضمن تفسير آيتين : قال سبحانه : 1 - { وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون } [2] . 2 - { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون } . تدل هاتان الآيتان على " خلود الروح " بعد انحلال الجسد وتفككه وذلك بالبيان الآتي : كان المشركون يستبعدون إمكانية عودة الإنسان بعد تفكك جسمه المادي وتبدده في التراب . ولهذا اعترضوا على فكرة الحشر والنشر يوم القيامة ، وقد عبر القرآن الكريم عن اعتراضهم بقوله : { قالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد } . يعني أن الموت يوجب فناء البدن ، وتبعض أجزائه ، وضياعها في ذرات التراب ، فكيف يمكن جمع هذه الأجزاء الضالة المتبعثرة ، وإعادة تكوين الإنسان