responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 341


على بابه قول المسلمين ، والذي يدل على ذلك أمران :
الأول : أن اتخاذ المسجد دليل على أن القائل كان موحدا مسلما غير مشرك ، فأي صلة للمشرك ببناء مسجد على باب الكهف ، وإذا كان المشركون يهتمون بعمارة المسجد الحرام فلأجل أنه أنيط بالبيت كيانهم وعظمتهم في الأوساط العربية ، بحيث كان التخلي عنها مساوقا لسقوطهم عن أعين العرب في الجزيرة كتكريمهم البيت الحرام .
أفبعد اتفاق أكابر المفسرين هل يصح لباحث أن يشك في أن القائلين ببناء المسجد على قبورهم كانوا هم المسلمين الموحدين ؟ !
الثاني : ما رواه الطبري في تفسير قوله : { فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة } [1] قال : إن المبعوث دخل المدينة فجعل يمشي بين سوقها فيسمع أناسا كثيرا يحلفون باسم عيسى بن مريم ، فزاده فزعا ورأى أنه حيران ، فقام مسندا ظهره إلى جدار من جدران المدينة ويقول في نفسه : أما عشية أمس فليس على الأرض إنسان يذكر عيسى بن مريم إلا قتل ، أما الغداة فأسمعهم وكل إنسان يذكر أمر عيسى لا يخاف ! ! ثم قال في نفسه : لعل هذه ليست بالمدينة التي أعرف [2] .
وهذا يعرب عن أن الأكثرية الساحقة كانت موحدة مؤمنة متدينة بشريعة المسيح ، رغم كونهم على ضده قبل ثلاثمائة سنة .
وقال في تفسير قوله تعالى : { فقالوا ابنوا عليهم بنيانا } [3] فقال الذين أعثرناهم على أصحاب الكهف : { ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم } يقول : رب الفتية أعلم بشأنهم ، وقوله : { قال الذين غلبوا على أمرهم } يقول جل ثناؤه :



[1] الكهف : 19 .
[2] الطبري ، التفسير 15 : 219 في تفسير سورة الكهف ، الآية 19 ط . مصطفى الحلبي ، مصر .
[3] الكهف : 21 .

341

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست