نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 340
والمزارات المبنية على الأنبياء وأتباعهم [1] ، تستر أجسادهم وتعظم أبدانهم ، ربهم أعلم بهم . ولكن قال آخرون وهم الذين غلبوا على أمر القائلين بالقول الأول وصار البلد تحت سلطتهم { لنتخذن عليهم مسجدا } ومعبدا وموضعا للعبادة والسجود يتعبد الناس فيه ببركاتهم . هذا هو الظاهر المستفاد من الآية . قال الرازي : { قال الذين غلبوا على أمرهم } قيل : المراد به الملك المسلم وأولياء أصحاب الكهف ، وقيل : رؤساء البلد ، { لنتخذن عليهم مسجدا } نعبد الله ، وستبقى آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد [2] . وقال أبو حيان الأندلسي ( 654 - 754 ه ) : روي أن التي دعت إلى البنيان كانت ، كافرة ، أرادت بناء بيعة أو مصنع لكفرهم ، فمانعهم المؤمنون وبنوا عليهم مسجدا [3] . وقال أبو السعود ( ت 951 ه ) : { وقال الذين غلبوا على أمرهم } وهم الملك والمسلمون { لنتخذن عليهم مسجدا } [4] . وقال الزمخشري في الكشاف : { وقال الذين غلبوا على أمرهم } من المسلمين وملكهم وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم : ليتخذ على باب الكهف مسجدا يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم [5] . إلى غير ذلك من الكلمات الواردة في تفسير الآية ، وكأن الاتفاق موجود على أن القول بإيجاد البنيان على باب الكهف كان لغير المسلمين ، والقول ببناء المسجد
[1] محاسن التأويل 7 : 21 . [2] مفاتيح الغيب 21 : 105 . [3] البحر المحيط 6 : 109 ط . دار الكتب العلمية . [4] أبو السعود محمد بن محمد العمادي ، التفسير 5 : 215 . [5] الكشاف 2 : 245 .
340
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 340