responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 34


" كان عمرو بن لحي " أول من أدخل الوثنية إلى مكة ونواحيها ، فقد رأى في سفره إلى البلقاء من أراضي الشام أناسا يعبدون الأوثان وعندما سألهم عما يفعلون قائلا :
ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدونها ؟
قالوا : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا !
فقال لهم : أفلا تعطوني منها فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟
وهكذا استحسن طريقتهم واستصحب معه إلى مكة صنما كبيرا باسم " هبل " ووضعه على سطح الكعبة المشرفة ، ودعا الناس إلى عبادتها [1] .
إذن فاستمطار المطر من هذه الأوثان والاستعانة بها يكشف عن أن بعض المشركين كانوا يعتقدون بأن لهذه الأوثان دخلا في تدبير شؤون الكون وحياة الإنسان .
نتيجة البحث إذا عرفنا أن مقوم العبادة عبارة عن اعتقاد السائل والخاضع والداعي أو المنادي بأن المسؤول والمخضوع له " إله " و " رب " يملك شيئا مما يرجع إليه في عاجله أو آجله ، في مسيره ومصيره ، وإنه يقوم بذلك لكونه خالقا أو مفوضا إليه من قبل الخالق ، فيقوم على وجه الاستقلال والأصالة ، تستطيع أن تقضي في الأعمال التي يقوم بها أشياع الأنبياء ومحبوهم ، بأنها ليست عبادة أبدا وإنما هي من مصاديق التكريم والاحترام وإن بلغت نهاية التذلل ، لأنها لا تنطلق من اعتقاد الخاضع بألوهية النبي ، ولا ربوبيته بل تنطلق عن الاعتقاد بكونهم عباد الله الصالحين ، وعباده المكرمين الذين لا يعصون الله وهم بأمره يعملون ، نظير :



[1] سيرة ابن هشام 1 : 79 .

34

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست