نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 336
ه - وعن زيد بن ثابت في حديث : " فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة " [1] . و - روى أحمد أن عبد الله بن سعد سأل رسول الله وقال : أيما أفضل : الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد ؟ فقال : " فقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد ، ولئن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة " [2] . فهذه القرائن المؤكدة ترفع الستار عن وجه المعنى ، فإن المراد من الآية هو بيوت الأنبياء وبيوت النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) وبيت علي ( عليه السلام ) وما ضاهاها ، فهذه البيوت لها شأنها الخاص ، لأنها تخص رجالا يسبحونه سبحانه ليلا ونهارا ، غدوا وآصالا ، تعيش فيها رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وقلوبهم مليئة بالخوف من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار . ما هو المراد من الرفع ؟ قد تعرفت على المقصود من البيوت ، فهلم معي ندرس معنى الرفع ، ومن حسن الحظ أن المفسرين لم يختلفوا فيه اختلافا موجبا لغموض المعنى ، فقد ذكروا فيه المعنيين التاليين : الأول : أن المراد من الرفع هو البناء ، بشهادة قوله سبحانه : { أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها } [3] ، وقوله سبحانه : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل . . . } [4] .
[1] مسلم ، الصحيح 2 : 187 - 188 باب استئجار صلاة النافلة في البيت . [2] أحمد ، المسند 4 : 342 . [3] النازعات 27 - 28 . [4] البقرة : 127 .
336
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 336