responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 337


الثاني : أن المراد هو تعظيمها والرفع من قدرها ، قال الزمخشري : رفعها : إما بناؤها ، لقوله تعالى : { رفع سمكها فسواها } و { وإذ يرفع إبراهيم القواعد . . . } أمر الله أن تبنى ، وإما تعظيمها والرفع من قدرها [1] .
وقال القرطبي : ترفع : تبنى وتعلى [2] .
وقال إسماعيل حقي البروسوي : أن ترفع : بالبناء ، والتعظيم ورفع القدر [3] .
وقال حسن صديق خان : المراد من الرفع ، بناؤها { أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها } ورفع إبراهيم القواعد من البيت ، وترفع أي تعظم وتطهر من الأنجاس عن اللغو ولها مجموع الأمرين [4] ، إلى غير ذلك من الكلمات المتشابهة ، ولا حاجة إلى ذكرها ، إنما المهم بيان دلالة الآية وتحقيقها .
قد عرفت أن المراد من البيوت هو بيوت الأنبياء والعترة والصالحين من صحابة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، فالآية تأذن أن تبنى هذه البيوت بناء حسيا وترفع من قدرها رفعا معنويا ، فهنا نستنتج من الآية أمرين :
1 - أن المراد من رفع البيوت ليس إنشاؤها ، لأن المفروض أنها بيوت مبنية ، بل المراد هو صيانتها عن الاندثار ، وذلك كرامة منه سبحانه لأصحاب هذه البيوت ، فقد ترك المسلمون الأوائل بيوتا للرسول الأكرم والعترة الطاهرة وللصالحين من صحابته ، وحرستها الدول الإسلامية طيلة أربعة عشر قرنا ، فعلى المسلمين قاطبة والدول الإسلامية عامة بذل السعي في صيانتها عملا بالآية المباركة ، والحيلولة دون تهديمها بحجة توسعة المسجد النبوي أو المسجد الحرام .
ولكن من سوء الحظ ، أو من تسامح الدول في ذلك المجال أن هدمت هذه



[1] الكشاف 2 : 390 بتصرف يسير بإضافة كلمة " أما " .
[2] جوامع الأحكام 12 : 266 .
[3] روح البيان 6 : 158 .
[4] فتح البيان 6 : 372 .

337

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست