نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 285
ولا يخفى على الأئمة ظهور الحديث في الدلالة على عدم الجدوى ، لا كون العمل محرما . 3 - أن عدم جواز السفر إلى غير المساجد الثلاثة لا يكون دليلا على عدم جوازه إلى { بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } [1] إذ لا ملازمة بينهما ، لأنه لا تترتب على السفر في غير مورد الثلاثة أية فائدة سوى تحمل عناء السفر ، وقد عرفت أن فضيلة أي جامع في بلد ، نفسها في البلد الآخر ، وليس اكتساب الثواب متوقفا على السفر ، وهذا بخلاف المقام ، فإن درك فضيلة قبر النبي يتوقف على السفر ، ولا يدرك بدونه . 4 - يقول : " إن المسلمين يتخذون قبور الأنبياء أوثانا وأعيادا ويشرك بها " { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } [2] أفمن يشهد كل يوم بأن محمدا عبده ورسوله ، ويكرمه ويعظمه ، لأنه سفير التوحيد ومبلغه - أفهل - يمكن أن يتخذ قبره وثنا ؟ ! 5 - يقول : " تدعى من دون الله " إن عبادة الغير حرام لا مطلق دعوته ، فعامة المسلمين حتى ابن تيمية يقولون في صلاتهم : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " . والمراد من قوله سبحانه : { فلا تدعوا مع الله أحدا } [3] لا تعبدوا مع الله أحدا ، قال سبحانه : { ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [4] فسمى سبحانه دعوته : عبادة . فإذا الدعوة على قسمين : دعوة عبادية ، إذا كان معتقدا بألوهية المدعو بنحو من الأنحاء ، ودعوة