responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 28


{ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } [1] .
{ واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا } [2] .
{ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } [3] .
وحاصل الآيات أن غيره سبحانه لا يستحق العبادة ، لأنها من شؤون الألوهية ، وهي من خصائص الله سبحانه لا غير ، فيتحصل من ذلك أن العبادة عبارة عن الخضوع أمام موجود للاعتقاد بأنه إله حقيقي أو مجازي ، ولولا ذلك الاعتقاد لا يوصف الخضوع بالعبادة ، والشاهد عليه أن العاشق الولهان إذا خضع لمعشوقته ، خضوعا بالغا لا يعد عبادة لها ، لأنه لم يصدر عن الاعتقاد بألوهيتها وأنها إله ، وإنما صدر عن اعتقاد بأنها جميلة تجذب الإنسان بنفسيتها وجمالها .
ويدل على ما ذكرنا من أن دعوة المشركين وخضوعهم ونداءهم وسؤالهم كانت مصحوبة بالاعتقاد بإلوهية أصنامهم ، أنه سبحانه يفسر الشرك في بعض الآيات باتخاذ إله مع الله .
ويقول : { وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون } [4] .
وفي بعض الآيات يندد بالمشركين بأنه ليس لهم إله غير الله فكيف يعبدون غيره ، ويقول : { أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون } [5] .
والإمعان في هذه الآيات ونظائرها يؤكد أن اندفاع المشركين إلى عبادة الأصنام أو اندفاع الموحدين إلى عبادة الله هو اعتقادهم بكونهم آلهة أو كونه إلها ،



[1] الفرقان : 68 .
[2] مريم : 81 .
[3] الأنعام : 19 .
[4] الحجر : 94 - 96 .
[5] الطور : 43 .

28

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست