نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27
الدال على الخضوع المقترن مع عقيدة خاصة في حق المخضوع له ، فالعنصر المقوم للعبادة حينئذ أمران : 1 - الفعل المنبئ عن الخضوع والتذلل . 2 - العقيدة الخاصة التي تدفعه إلى عبادة المخضوع له . أما الفعل ، فلا يتجاوز عن قول أو عمل دال على الخضوع والتذلل بأي مرتبة من مراتبها ، كالتكلم بكلام يؤدي إلى الخضوع له أو بعمل خارجي كالركوع والسجود بل الانحناء بالرأس ، أو غير ذلك مما يدل على ذلته وخضوعه أمام موجود . وأما العقيدة التي تدفعه إلى الخضوع والتذلل فهي عبارة عن : 1 - الاعتقاد بألوهيته . 2 - الاعتقاد بربوبيته . أما الأول فالألوهية منسوبة إلى الله ، وهو ليس بمعنى المعبود - وإن اشتهر في الألسن - بل كونه معبودا من لوازم كونه إلها لا أنه نفس معناه ، بل الإله - كما يشهد عليه الذكر الحكيم - مرادف ، للفظ الجلالة ويختلف معه في الكلية والجزئية ، فالإله كلي ولفظ الجلالة علم جزئي . وتوضيح ذلك أن الموحدين عامة والوثنيين كلهم ، وعبدة الشمس والكواكب يعتقدون بإلوهية معبوداتهم ، إما لكون المعبود إلها كبيرا أو إلها صغيرا ، إما إلها صادقا أو إلها كاذبا ، فالاعتقاد بإلوهية المعبود بهذا المعنى هو المقوم لصدق العبادة . ولأجل أنه لا يستحق العبادة إلا من كان إلها لذلك يؤكد القرآن بأنه لا إله إلا الله ومع ذلك فكيف تعبدون غيره ؟ يقول سبحانه : { الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون } [1] .