نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 251
المالكي ( ت 738 ه ) بعد أن ذكر لزوم وكيفية زيارة الأنبياء والرسل - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - والتوسل بهم إلى الله تعالى وطلب الحوائج منهم قال : وأما في زيارة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه فكل ما ذكر يزيد عليه أضعافه ، أعني في الانكسار والذل والمسكنة ، لأنه الشافع المشفع الذي لا ترد شفاعته ، ولا يخيب من قصده ، ولا من نزل بساحته ، ولا من استعان أو استغاث به ، إذ إنه عليه الصلاة والسلام قطب دائرة الكمال وعروس المملكة - إلى أن قال - : فمن توسل به أو استغاث به أو طلب حوائجه منه ، فلا يرد ولا يخيب لما شهدت به المعاينة والآثار ، ويحتاج إلى الأدب الكلي في زيارته عليه الصلاة والسلام ، وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إن الزائر يشعر بنفسه بأنه واقف بين يديه عليه الصلاة والسلام كما هو في حياته [1] . 20 - وقال شمس الدين ابن قدامة الأندلسي : فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقبر صاحبيه - رضي الله عنهما - واستدل على ذلك بروايتي ابن عمر ، وأبي هريرة [2] . 21 - قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي : إن ابن تيمية ذكر في مناسكه " باب زيارة قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إذا أشرف على مدينة النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل الحج أو بعده ، فليقل ما تقدم ، فإذا دخل استحب له أن يغتسل ، نص عليه الإمام أحمد ، فإذا دخل المسجد بدأ برجله اليمنى وقال : بسم الله والصلاة على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، ثم يأتي الروضة بين القبر والمنبر فيصلي بها ويدعو بما شاء ، ثم يأتي قبر النبي فيستقبل جدار القبر ولا يمسه ولا يقبله ، ويجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه ، ليكون قائما وجاه
[1] المدخل 1 : 257 . [2] الشرح الكبير على المقنع 3 : 494 .
251
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 251