نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 204
الكتاب والسنة ، فمن قال إنها تقوم الحجة في دين الله عز وجل بغير كتاب الله وسنة رسوله وما يرجع إليهما فقد قال في دين الله بما لا يثبت " [1] . نعم نقل القسطلاني عن ابن التين وغيره : إن عمر استنبط ذلك من تقرير النبي ( صلى الله عليه وآله ) من صلى معه في تلك الليالي وإن كان كره لهم خشية أن يفرض عليهم . فلما غاب النبي حصل الأمن من ذلك ، ورجح عند عمر ذلك لما في الاختلاف من افتراق الكلمة ، ولأن الاجتماع على واحد أنشط لكثير من المصلين [2] . يلاحظ عليه أولا : أن ما ذكره في آخر كلامه ليبرر جمع الناس على إمام واحد ، مكان الأئمة المتعددة ، دونما إذا كان موضع النقاش إقامتها جماعة ، واحدا كان الإمام أو كثيرا . وثانيا : أن معنى كلامه أن هناك أحكاما لم تسن ما دام النبي حيا لمانع خاص ، كخشية الفرض ، ولكن في وسع آحاد الأمة تشريعها بعد موته ( صلى الله عليه وآله ) ومفاده فتح باب التشريع بملاكات خاصة في وجه الأمة إلى يوم القيامة ، وهذه رزية ليست بعدها رزية ، وتلاعب بالدين واستئصاله . * * * ثم إن لسيدنا شرف الدين العاملي هناك كلاما نافعا نورده بنصه ، قال : " كان هؤلاء عفا الله عنهم وعنا ، رأوه ( رضي الله عنه ) قد استدرك ( بتراويحه ) على الله ورسوله حكمة كانا عنها غافلين . بل هم بالغفلة - عن حكمة الله في شرائعه ونظمه - أحرى ، وحسبنا في عدم تشريع الجماعة في سنن شهر رمضان وغيرها ، انفراد مؤديها - جوف الليل في بيته - بربه عز وعلا يشكو إليه بثه وحزنه ويناجيه بمهماته مهمة مهمة حتى يأتي على آخرها ملحا عليه ، متوسلا بسعة رحمته إليه ،