نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160
والبادية ، وقد تكررت سفراته إلى الشام ، وكل إنسان كان هذا شأنه يعرف أن النخيل لا يثمر إلا بالتلقيح ، فما معنى سؤاله ما يصنع هؤلاء ؟ ! فيجيبونه بقولهم : إنهم " يلقحونه " أفيمكن أن يكون هذا الشئ البسيط خفيا على النبي ؟ ! ثانيا : كيف يمكن للنبي النهي عن التلقيح وهو سنة من سنن الله في عالم الحياة ، وقال سبحانه : { فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا } [1] ومع ذلك فكيف يقول : " ما أظن يغني ذلك شيئا " ؟ ! ثالثا : إن الاعتذار الوارد في الرواية يسئ الظن بكل ما يقوله النبي الأكرم ، فإن كان المخبر بهذه الدرجة من العلم ، فكيف يمكن الاعتماد بما يخبر عن الله سبحانه ؟ ! كل ذلك يسئ الظن بكل ما يذكره بلسانه ويخرج من شفتيه ، والأسوأ من ذلك ما نسب إليه من الاعتذار بقوله : " وإذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به ، فإني لن أكذب على الله عز وجل " ، لأن فيه تلميحا إلى أنه - والعياذ بالله - يكذب في مواضع أخر . فلو اعتمدنا على هذه الرواية ونظائرها في بناء العقيدة ، فستكون النتيجة أن النبي ربما يكون جاهلا بأبسط السنن الجارية في الحياة ، فهل يصح التفوه بذلك ؟ 2 - لو كان الحديث الأول يحط من منزلة النبي الأكرم ، فالحديث الثاني يحط من مكانة الكليم موسى ( عليه السلام ) . فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما بالإسناد إلى أبي هريرة ، قال : لما جاء ملك الموت إلى موسى ( عليه السلام ) فقال له : أجب دعوة ربك ، فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها ، قال : فرجع الملك إلى الله تعالى ، فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، ففقأ عيني ، قال : فرد الله إليه عينه ، وقال : إرجع إلى عبدي فقال : الحياة تريد ، فإن كنت تريد الحياة ، فضع يدك على متن