نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 128
الدين في المجتمعات البشرية بصورة سريعة وكانت لذلك أسباب وعلل ، منها : يسر التكاليف وسهولة الشريعة ، فلو كان الإسلام خاضعا لهذا النوع من التزمت ولما يتغناه ابن الحاج [1] من سمادير الأهازيج في كتابه المدخل ، لقرئ السلام على الإسلام من أول يومه ، فهذا الرجل أخذ يحدث ألوانا من شتى الأباطيل ويفتريها ويسميها بدعة مع أنها لا تمت لها بصلة ، بل تدور بين كونها إما أمورا عادية خارجة عن موضوع البدعة بتاتا ، وإما أمورا شرعية لها دليلها العام وإن لم يكن لها دليل خاص ، وسيوافيك توضيح القسم الأخير في الفصل القادم . يقول ابن الحاج : 1 - المراوح في المساجد من البدع وقد منعها علماؤنا رحمة الله عليهم ، إذ أن اتخاذها في المساجد بدعة [2] . 2 - إن فرش البسط والسجادات قبل مجئ أصحابها من البدع المحدثة وينبغي لإمام المسجد أن ينهى الناس عما أحدثوه من إرسال البسط والسجادات وغيرها قبل أن يأتي أصحابها [3] . 3 - إلى أن جاء ابن الحاج يحدد ثمن اللباس الذي يجوز لبسه ويقول : أثمان أثوابهم القمص من الخمس إلى العشر وما بينهما من الأثمان ، وكان جمهور العلماء وخيار التابعين قيمة ثيابهم ما بين العشرين والثلاثين ، وكان بعض العلماء يكره أن يكون على الرجل من الثياب ما يجاوز قيمته أربعين درهما وبعضهم إلى المائة ويعده إسرافا فيما جاوزها ، وعلى ذلك فهو من البدع الحادثة بعدهم [4] .
[1] المدخل : أبو عبد الله العبدري المالكي المتوفى سنة 737 ومع ذلك له كلمة قيمة في زيارة القبور ، لاحظ 1 : 254 . [2] المدخل 2 : 212 ، 224 . [3] المدخل 2 : 212 ، 224 . [4] المدخل 2 : 238 .
128
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 128