نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 124
وهو ظاهر كلام محمد بن أسلم ، حيث كره في سنة العقيقة مخالفة من قبله في أمر العاديين ، وهو استعمال المناخل ، مع العلم بأنه معقول المعنى نظرا - والله أعلم - إلى أن الأمر باتباع الأولين على العموم غلب عليه جهة التعبد ، ويظهر أيضا من كلام من قال : أول ما أحدث الناس بعد رسول الله المناخل [1] . 2 - يحكى عن الربيع بن أبي راشد ، أنه قال : لولا أني أخاف من كان قبلي لكانت الجبانة مسكني إلى أن أموت ، إذ السكنى أمر عادي بلا إشكال ، ثم يقول : وعلى هذا الترتيب يكون قسم العاديات داخلا في قسم العباديات ، فدخول الابتداع فيه ظاهر والأكثرون على خلاف هذا [2] . 3 - روى الغزالي : أن رجلا قال لأبي بكر بن عياش : " كيف أصبحت " ؟ فما أجابه ، قال : دعونا عن هذه البدعة [3] . 4 - روى الشاطبي عن أبي مصعب صاحب مالك أنه قال : " قدم علينا ابن مهدي - يعني المدينة - فصلى ووضع رداءه بين يدي الصف ، فلما سلم الإمام رمقه الناس بأبصارهم ورمقوا مالكا - وكان قد صلى خلف الإمام - فلما سلم قال : من هاهنا من الحرس ؟ فجاءه نفسان ، فقال : خذا صاحب هذا الثوب فاحبساه . فحبس ، فقيل له : إنه ابن مهدي ، فوجه إليه وقال : أما خفت الله واتقيته أن وضعت ثوبك بين يديك في الصف وشغلت المصلين بالنظر إليه ، وأحدثت في مسجدنا شيئا ما كنا نعرفه ، وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " من أحدث في مسجدنا حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ؟ فبكى ابن مهدي ، وآلى على نفسه أن لا يفعل ذلك أبدا في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا في غيره " [4] .