نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 109
الخضوع للأنبياء والرسل رغم البراهين الواضحة كما يقول سبحانه : { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } [1] . ومن هذا المنطلق ، اقترح تميم بن جراشة على النبي - عندما جاء على رأس وفد من الطائف يخبره بإسلام قومه - أن يكتب لهم كتابا ، بأن يفي لهم بأمور ، يقول : قدمت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) في وفد ثقيف فأسلمنا وسألناه أن يكتب لنا كتابا فيه شروط فقال : اكتبوا ما بدا لكم ثم إيتوني به ، فسألناه في كتابه أن يحل لنا الربا والزنا ، فأبى علي ( رضي الله عنه ) : أن يكتب لنا ، فسألنا خالد بن سعيد بن العاص ، فقال له علي : تدرى ما تكتب ؟ قال : أكتب ما قالوا ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أولى بأمره ، فذهبنا بالكتاب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال للقارئ : اقرأ ، فلما انتهى إلى الربا قال : " ضع يدي عليها في الكتاب " ، فوضع يده فقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا } [2] الآية ، ثم محاها ، وألقيت علينا السكينة فما راجعناه ، فلما بلغ الزنا وضع يده عليها ( وقال : ) { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة } [3] الآية ، ثم محاها وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا [4] . ورواه ابن هشام بصورة أخرى قال : وقد كان مما سألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يدع لهم الطاغية ، وهي اللات ، لا يهدمها ثلاث سنين ، فأبى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك عليهم فما برحوا يسألونه سنة سنة ، ويأبى عليهم ، حتى سألوا شهرا واحدا بعد مقدمهم ، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى ، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يتسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم ، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى