نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 107
3 - حب الاستطلاع إلى ما هو دونه إن حب الاستطلاع من نعم الله سبحانه ، إذ في ظله يقف الإنسان على مجاهيله ويكتشف معلومات تهمه في حياته ، ولولا ذلك الحب لكان الإنسان اليوم في أوليات حياته في العلم والمعرفة ، قال سبحانه : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون } [1] ومع اشتراك الكل في تلك النعمة المعنوية إلا أن الطاقات الكامنة لدى الإنسان تختلف من واحد إلى آخر ، فليس لكل إنسان قابلية التطلع إلى كل شئ واستعراض جميع المجاهيل ، ولهذا ربما أدى ذلك العمل إلى الزلة في الفكر والمعتقد ، ولذلك ترى عليا ( عليه السلام ) ينهى عن الغور في القدر فيقول : " طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسر الله فلا تتكلفوه " [2] . ولكن الإمام نفسه تكلم في مواضيع أخر عن القضاء والقدر حينما كان يجد إنسانا قادرا على درك المفاهيم الغامضة . إن القرون الثلاثة الأول ، كانت قرون ظهور المذاهب الكلامية والفقهية ، وكانت الأمصار وحواضرها الكبرى ميدانا لمطارحات الفرق المختلفة ، وقد ظهرت في تلك القرون أكثر المذاهب والفرق ، مع أن الحق في طرف واحد ، فلو أنهم توحدوا في العقائد ، لما أدى بهم الأمر إلى شق العصى وإيجاد الفرقة ، وبالتالي ذهاب الوحدة الإسلامية في مهب الريح ضحية البحوث الكلامية والفقهية وغير ذلك . كان للخوض في الآيات المتشابهات دور كبير في ظهور البدع في الصفات الخبرية ، وفي تفسير اليد والرجل والوجه لله سبحانه الواردة في الكتاب والسنة ،