نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 106
والشقاء ، ولا يشذ عن علمه شئ . وكم في التاريخ الإسلامي من شواهد واضحة على هذا السبب [1] . 2 - اتباع الهوى إن استعراض تاريخ المتنبئين الذين ادعوا النبوة عن كذب ودجل ، يثبت بأن الأهواء وحب الظهور والصدارة كان له دور كبير في نشوء هذه الفكرة وظهورها على صعيد الحياة ، والمبتدع وإن لم يكن متنبئا ، إلا أن عمله شعبة من شعب التنبؤ ، وفي الروايات إشارات وتصريحات إلى ذلك . فقد خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس فقال : " أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولى فيها رجال رجالا . . . [2] . إن لحب الظهور دورا كبيرا في الحياة الإنسانية ، فلو كانت هذه الغريزة جامحة لأدت بالإنسان إلى ادعاء مقامات ومناصب تختص بالأنبياء ، ولعل بعض المذاهب الظاهرة بين المسلمين في القرون الأولى كانت ناشئة عن تلك الغريزة . روى ابن أبي الحديد في شرح النهج أن عليا مر بقتلى الخوارج فقال : " بؤسا لكم لقد ضركم من غركم " ، فقيل : ومن غرهم ؟ فقال : " الشيطان المضل ، والنفس الأمارة بالسوء ، غرهم بالأماني وفسحت لهم في المعاصي ووعدتهم الاظهار فاقتحمت بهم النار " [3] .