responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 48


باسم نبي أو صالح بشئ فقد دعا النبي والصالح ، والدعاء عبادة بل مخها ، فقد عبد غير الله وصار مشركا [1] .
الجواب :
إن النقطة الحاسمة في الموضوع تكمن في تفسير الدعاء وهل كل دعاء ، عبادة وبينهما من النسب الأربع هي التساوي حتى يصح لنا أن نقول كل دعاء عبادة ، وكل عبادة دعاء ، أو أن الدعاء أعم من العبادة وأن قسما من الدعاء عبادة وقسما منه ليس كذلك ؟ والكتاب العزيز يوافق الثاني لا الأول ، وإليك التوضيح :
لقد استعمل القرآن لفظ الدعاء في مواضع عديدة ، ولا يصح وضع لفظ العبادة مكانه ، يقول سبحانه حاكيا عن نوح : { رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا } [2] وقال سبحانه حاكيا عن لسان إبليس في خطابه للمذنبين يوم القيامة : { وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي } [3] إلى غيرهما من الآيات التي ورد فيها لفظ الدعاء ، أفيصح القول بأن نوحا دعا قومه أي عبدهم ، أو أن الشيطان دعا المذنبين أي عبدهم ؟ كل ذلك يحفزنا إلى أن نقف في تفسير الدعاء وقفة تمعن حتى نميز الدعاء الذي هو عبادة عما ليس كذلك .
والإمعان فيما تقدم في تفسير العبادة يميز بين القسمين ، فلو كان الداعي والمستعين بالغير معتقدا بألوهية المستعان ولو إلوهية صغيرة كان دعاؤه عبادة ، ولأجل ذلك كان دعاء عبدة الأصنام عبادة ، لاعتقادهم بألوهيتها ، قال سبحانه :
{ فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شئ } [4] .



[1] تنزيه الاعتقاد كما في كشف الارتياب : 284 .
[2] نوح : 5 .
[3] إبراهيم : 22 .
[4] هود : 101 .

48

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست