responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 47


ومع هذا كيف يقول صاحب المنار : " أولئك عن ذكر الله معرضون " ؟ ولو كان هذا النوع من الاستعانة موجبا لنسيان الله والغفلة عنه للزم أن تكون الاستعانة بالأسباب المادية الطبيعية هي أيضا موجبة للغفلة عنه .
على أن الأعجب من ذلك هو شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت الذي نقل - في هذا المجال - نص كلمات عبده دون زيادة ونقصان ، وختم المسألة بذلك ، وأخذ بالحصر في { إياك نستعين } غافلا عن حقيقة الآية وعن الآيات الأخرى المتعرضة لمسألة الاستعانة [1] .
إجابة على سؤال إذا كانت الاستعانة بالغير على النحو الذي بيناه جائزة فهي تستلزم نداء أولياء الله والاستغاثة بهم في الشدائد والمكاره ، وهي غير جائزة ، وذلك لأن نداء غير الله في المصائب والحوائج تشريك الغير مع الله ، يقول سبحانه : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } [2] ويقول تعالى : { والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون } [3] ويقول عز من قائل : { والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير } [4] . إلى غير ذلك من الآيات التي تخص الدعاء لله ولا تسيغ دعوة غيره .
وقد طرح هذا السؤال الشيخ الصنعاني حيث قال : وقد سمى الله الدعاء عبادة بقوله : { ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي } [5] فمن هتف



[1] راجع تفسير شلتوت : 36 - 39 .
[2] الجن : 18 .
[3] الأعراف : 197 .
[4] فاطر : 13 .
[5] سورة غافر : 60 .

47

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست