نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 453
المبحث الخامس البرزخيون ينتفعون بأعمال المؤمنين إذا كانت حقيقة الإنسان هو روحه ونفسه الباقية غير الداثرة ، وكانت الصلة بين الدارين ( دار الدنيا ودار البرزخ ) موجودة ، وكانت متعلقة بأجسام تناسبها وهم بين منعم ومعذب ، يقع الكلام في انتفاع أهل البرزخ بأعمال المؤمنين الموجودين في دار الدنيا إذا قاموا بالاستغفار لهم بأعمال نيابة عنهم ، وعدمه . وقبل الدخول في صلب الموضوع لنا كلام نقدمه : هو أن الإيمان إنما ينتفع به الإنسان إذا انضم إليه العمل الصالح ، ولا ينفع إيمان إذا خلا عنه ، ولأجل ذلك يذكر سبحانه العمل الصالح إلى جانب الإيمان في أكثر آيات الكتاب العزيز . وقد أخطأت " المرجئة " لما زعموا أن الإيمان المجرد وسيلة نجاة ومفتاح فلاح ، فقدموا الإيمان وأخروا العمل . وقد فند أهل البيت ( عليهم السلام ) هذه الفكرة الباطلة حيث حذروا الآباء ودعوهم إلى حفظ أبنائهم منهم : " بادروا أولادكم بالأدب قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة " [1] . فالاعتماد على الإيمان مجردا عن العمل فعل النوكى والحمقى ، وهو لا يفيد