responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 454


ولا ينفع أبدا .
ولقد كانت لهذه الفكرة الباطلة صيغة أخرى عند اليهود ، فهم كانوا يعتمدون على مسألة الانتساب إلى الآباء وبيت النبوة ، فزعموا أن الثواب لهم والعقاب على غيرهم حيث قالوا : { نحن أبناء الله وأحباؤه } [1] أو قالوا : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } [2] ، وفي ظل هذه الفكرة اقترفوا المنكرات واستحلوا سفك دماء غيرهم من الأقوام والأمم والاستيلاء على أموالهم .
والحق الذي عليه الكتاب والسنة هو : أن المنجي هو الإيمان المقترن بالعمل الصالح ، كما أن التسويف في إتيان الفرائض باطل جدا ، وهو أن يؤخر الإنسان الواجب ويقول سوف أحج مثلا ، ويقول ذلك كل سنة ويؤخر الفريضة .
وهذا هو الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) يؤكد في خطبته على العمل إذ يقول :
" وإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل " [3] .
ويقول : " ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار ، أفلا تائب من خطيئته قبل منيته ، ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه " [4] .
وهذا هو ما اتفقت عليه الأمة الإسلامية وتضافرت عليه الأحاديث والأخبار .
انتفاع الإنسان بعمله وبعمل غيره لكنه سبحانه بفضله وجوده الواسعين وسع على الإنسان دائرة الانتفاع بالأعمال بحيث شمل الانتفاع بعد الموت ، بالأعمال التي تتحقق بعد الموت ، وهي



[1] المائدة : 18 .
[2] آل عمران : 24 .
[3] نهج البلاغة ، الخطبة 42 .
[4] نهج البلاغة ، الخطبة 28 .

454

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست